يقول الله تعالى :(ذَلِكَ وَمَن يُعَظِم شَعَائِرَ اللهِ فَإِنها مِن تَقوَى القُلُوب)،تتنوع طرق التعبير عن الفرحة بيوم عيد الأضحى المبارك.
وتختلف تقاليد وطقوس عيد الأضحى من دولة الى دولة أخرى وتبقى الفرحة في هذا اليوم والشعور بها ونشرها للآخرين من شعائر الله ومن تقديس وتعظيم هذا الدين الحنيف.
لا تنسوا تسجيل اشتراككم بقناة اليوتيوب بالضغط على SUBSCRIBE
يمكنكم قراءة : عيد الفطر…. أغرب وأجمل العادات والتقاليد والسنن في الدول الاسلامية
عيد الأضحى في بلاد الشام :
في دول بلاد الشام مثلًا، يبدأ الناس بالتحضيرات للعيد بالذهاب إلى الأسواق.
فلا تكتمل فرحة العيد دون شراء ملابس جديدة للأطفال.
بالإضافة إلى صنع الكعك بالتمر والمعمول المحشو بالتمر والمكسرات، وغيرها من أنواع الحلويات مثل الغريبة المشهورة تحديدًا في فلسطين.
إلى جانب صنع الحلويات الشرقية كالكنافة ،والبلورية في لبنان، والتي تُقدّم في أيام عيد الأضحى ،إلى جانب القهوة العربية،التي تعبق الأجواء برائحتها صباح العيد.
حلويات العيد التقليدية في مختلف البلدان
و كغيرها من بلدان العالم الاسلامي، وفي الصباح الباكر من يوم عيد الأضحى .
يتجه جميع الناس من النساء والرجال والأطفال إلى صلاة العيد، ويتصافح المسلمون ويهنئون بعضهم، ثمّ يتوجهون إلى ذبح الأضاحي.
لتجتمع العائلة بعد ذلك لتناول وجبة الإفطار، التي بالغالب تتكون من معلاق الخروف، والكبدة واللحم الطازج.
عيد الأضحى في دول الخليج العربي:
يتوجه الخليجيون في صبيحة يوم عيد الأضحى إلى أماكن الصلاة ؛بالتلبية والتهليل والتكبير.
وبعد صلاة العيد تجتمع العائلة لذبح الأضحية، ثمّ يتبادل الأهل والأقارب الزيارات، وتُقدّم لهم “فوالة العيد” أو “جعالة العيد”.
إذ تقوم النساء بتجهيز حلويات العيد قبل يوم العيد ووضعها في أطباقٍ مناسبة كما توضع المكسرات؛ كالزبيب واللوز والفستق، والعديد من الحلويات الأخرى والهدايا الصغيرة.
وتجتمع العائلة في بيت الأجداد، أو بيت كبير العائلة على وجبة الغداء، التي يُقدّم فيها جزء من الأضحية التي ذُبحت في الصباح.
ومن ثم ينطلق الأطفال إلى الشوارع باللباس المحلي وهم يرددون أغاني العيد القديمة، وتُعطى لهم العيدية، ولكل دولة تقاليد وطقوس مختلفة للعيد.
وتختلف تقاليد العيد في بعض التفاصيل في قطر، عن تقاليد العيد في الإمارات، عنها في عُمان، والسعودية، والكويت.
عيد الأضحى في دول المغرب العربي :
يرتدي أهالي دول المغرب العربي الزي التقليدي الخاص لكل دولة، عند الذهاب إلى صلاة العيد.
وبعد عودتهم يباشرون في ذبح الأضحية وتوزيعها. ويتسم العيد في هذه الدول بمظاهر الفرح والسرور، وكل دولة تتميز بطبق خاص بها، ففي الجزائر يشتهر أكل “البوزلوف” وهو رأس الخروف.
بينما يأكل التونسيون أيضا رأس الخروف ،ولكن بعد طهوها مع مرق أو على البخار، إلى جانب الأعشاب الجبلية.
وأما المغرب فتشتهر بطبق “البولفاف” ،وهو قطع من كبد الخروف مشوية، وملفوفة في شرائح من الشحم.
وفي تونس وليبيا والجزائر يشتهر طبق “العصبان”؛ وهي الأمعاء بعد حشوها بالأرز وقطع اللحم، والكبد وإضافة الخضار والبهارات إليها.
في مصر :
يحتفل المصريون باستقبال عيد الأضحى قبل حلوله بشهرٍ على الأقل، وتبدأ بتجهيز أسواق الماعز والمواشي والسكاكين للذبح.
وفي يوم النحر يوم العيد الأول يتجه المصريون إلى الصلاة ،ومن ثمّ الى ذبح الأضحية ،وتوزيعها على الأقارب و الفقراء، لتبدأ بعدها فعاليات العيد المميزة.
ومن أشهر الأكلات المصرية يوم العيد وجبة الفتة والرقاق باللحمة، واجتماع العائلة عليها.
وفي الليل ،تمتلئ المنتزهات ودور السينما ومدن الألعاب الترفيهية وساحات المساجد بالناس ،الذين تملؤهم مشاعر الفرحة والسرور تعضيمًا لهذه الشعيرة الإلهية.
عيد الأضحى في تركيا :
تستقبل تركيا عيد الأضحى المبارك بطريقة مميزة وجميلة وبالعادات والتقاليد الّتي توارثتها الأجيال على مر الزمن، إذ تُحنّى الأضحية في يوم عرفة.
وفي صباح يوم العيد يتوجه الرجال إلى المساجد للصلاة، وتهنئة بعضهم ثم العودة للمنزل لتهنئة الأهل، ثمّ ذبح الأضحية وتوزيعها.
وتبدأ النساء باستقبال العيد بتنظيف المنزل وتحضير الحلويات الخاصة بالمناسبة، ويُطبخ كبد الخروف في نفس اليوم.
أما الطبق المشهور في هذا العيد هو “الكاورما”؛ وهي عبارة عن طبخ لحم الخروف مع الدهن، بالإضافة إلى تقديم الشاي الساخن والبقلاوة للضيوف.
في إندونيسيا:
تتسم مظاهر العيد في إندونيسيا بالفرح والسرور، وتبدأ بالصلاة وذبح الأضاحي.
وتتميز الطقوس لديهم وتتنوّع ومن أبرزها؛ تقديم طبق الحلويات المشهور لديهم والمعروف باسم “لابيتس ليجيتس”، والذي يتكوّن من عدّة طبقات من العجين.
ويتم شواؤه بعد إضافة القليل من البهارات والتوابل إليه. ويشتهرون أيضاً بطبق “الرينداج”؛ والذي يتألف من اللحم المتبل بالعديد من أنواع البهارات الحارة وحليب جوز الهند.
في حين يشتهر هذا الطبق أيضاً في دول أخرى مثل ماليزيا والفلبين وبروناي.
في ماليزيا :
يبدأ عيد الأضحى في ماليزيا مساء يوم عرفة بعد أن يُعلن عنه وفقاً للحساب الفلكي، ويُسمى أيضاً بعيد القرابين.
ويستقبلون العيد بالتهليل والتكبير، وفي صبيحة العيد يرتدي المصلون ملابس تقليدية زاهية الألوان ومزركشة تُعرف باسم “بباجو ملايو”، وطاقية ملايوية اسمها “السكونكؤ”؛
والتي تُظهر مدى سعادتهم وفرحهم بالعيد، ويذهبون إلى صلاة العيد لإقامة شعائرها.
وبعد الانتهاء من الصلاة يذهب المصلون إلى أماكن ذبح الأضاحي.
إذ يتم الأمر بشكل منظم وسريع، ويُسمح لصاحب الأضحية بالإقتراب من مكان الذبح، والتكبير وذكر اسم الله على أضحيته.
أغرب عادات وتقاليد عيد الأضحى حول العالم :
تختلف العادات والتقاليد في العيد من دولة لأخرى، إذ تشتهر بعض الدول بوجود عادات وطقوس غير مألوفة.
وفيما يأتي بعضًا من عادات الشعوب في الاحتفال بالعيد في بعض دول العالم:
1- تحجيج الأضاحي:
تنتشر عادة تحجيج الخراف في بعض المناطق التونسية، وهي من أغرب الطقوس في عيد الأضحى.
إذ لا يقوم التونسيون بتقطيع الخروف في أول أيام العيد، ويكتفون بذبحه وسلخه فقط.
وقد سميت هذه العادة بتحجيج الأضاحي نظرًا لتزامنها مع موسم الحج.
2- طباعة كف الأطفال على الجدران بدم الأضحية:
تُعد عادة طباعة كف الأطفال على الجدران بدم الأضحية الأبرز والأكثر انتشاراً في قرى ومحافظات مصر.
إذ يقوم الأطفال بتلطيخ أيديهم بدم الأضحية بعد ذبحها وطباعتها على جدران المنزل أو على السيارات.
وهي من العادات الّتي توارثتها الأجيال عبر الزمن، ولا زالت حاضرة إلى يومنا هذا، وفيها تأكيد على أن هذه العائلة قد ذبحت الأضحية.
3- تكحيل الأضحية:
تقوم النساء في ليبيا بتكحيل عيني الأضحية بالكحل العربي، ثمّ إشعال البخور والنار بالقرب منها، استعدادًا لمراسم عيد الأضحى.
وعند الذبح يقوم جميع أفراد العائلة بالتكبير والتهليل. ولا بدّ في الأضحية أن تكون كبشًا ذا قرون.
4- مصارعة الأضاحي :
تنتشر عادة مصارعة الأضاحي المُدهشة والغريبة في الجزائر، ويتم تنظيم هذه الفعالية قبل حلول العيد.
حيث تجهز مساحات واسعة وأماكن للمتفرجين الذين يأتون من كل مكان لمشاهدة هذه المصارعة.
5- المقارنة بين قلب الأضحية وصاحبها :
تُعدّ هذه العادة من العادات الغريبة المنتشرة في مصر، إذ ينظر النّاس إلى قلب الأضحية ويتم مقارنتها مع قلب صاحبها.
فإن كان لونها مائلًا للأبيض أو الأسود فهو يُعبّر عن قلب من قام بذبح الأضحية.
6- عادة بو جلود:
يُعد كرنفال “بوجلود” أحد الطقوس الغريبة في عيد الأضحى عند المغاربة.
وهو يشبه الحفلة التنكرية، إذ يلبس فيها أحدهم لباسًا مصنوعًا من جلود الماعز أو الخراف؛ بعد تنظيفها وتنشيفها.
ويدور الشخص الذي يرتدي الزي التنكري في الشوارع، ويلحق خلفه الأطفال، مرددين الأغاني التراثية ناشرين جوًّا من البهجة والمزاح والضحك، ثم يذهبون للعائلات لالتقاط الصور، وأخذ العيدية.
7- عادة الحية بية:
تُعد “الحية بية” إحدى التقاليد المنتشرة في عيد الأضحى بمملكة البحرين.
إذ يقضي الأطفال وقتاً ممتعاً مع ذويهم على شاطئ البحر وهم يرتدون الأزياء الشعبية، و يرددون أغنية “الحية البية” المشهورة لديهم.
التي تقول “حية بية.. راحت حية وجات حية.. على درب لحنينية.. عشيناك وغديناك وقطيناك.. لا تدعين علي حلليني يا حيتي”.
“الحية بية” عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من سعف النخيل، ويُزرع فيها الحبوب مثل القمح والشعير.
يتم تعليق الحصيرة في المنازل حتى تكبر وترتفع، وفي يوم وقفة عرفات يلقيها الأطفال في البحر، مع الأدعية بأن يجعل الله عيدهم عيدًا سعيداً.
كما ويدعون بأن يعود حجاجهم من بيت الله الحرام سالمين معافين مغفورٌ لهم، ويُذكر أن أصل كلمة “الحية بية” هي “الحجي بيجي” وهي إشارة إلى أن الحاج سوف يعود بعد انتهاء موسم الحج.