التصنيفات
المنزل

الهجرة النبوية الشريفة

ترك النبي عليه الصلاة والسلام مكة المكرمة وهاجر الى المدينة المنورة كارهًا ،ولكن هذا الترك لم مصادفةً أو عشوائيًا ،فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وإنما أوامره وحي من الله تعالى العليم الحكيم.

أسمى الدروس والعبر يجب أن نتعلمها من هذه الرحلة المقدسة( الهجرة النبوية الشريفة) التي رسمت أقدس المفاهيم في طريق الدعوة الاسلامية في ذلك الوقت وحتى وقتنا الحاضر ،فلم تكن مجرد رحلة عادية،ولم تكن هذه الإنتقاله دون هدف.

عندما أذن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة .

لم يكن هذه القرار سهلًا على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أو على الصحابة رضوان الله عليهم .

متى حدثت الهجرة النبوية الشريفة؟؟

فقد جاءت الهجرة بعد بيعة العقبة الثانية،تحديدًا بعد موسم الحج ،في العام الرابع عشر للبعثة،الموافق 622م ،وتم إتخاذ الهجرة النبوية الشريفة بدايةًللتقويم الهجري بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب .

لم يأخذ النبي الكريم هذا القرار متسرعًا أو على عجل .

بل جاء بعد أن ذاق النبي والصحابة الكرام ألوانًا من التعذيب والتنكيل .

ومن ثم أصبحت الهجرة الى المدينة المنورة واجبة على المسلمين.

بعد أن تمادى أهل مكة في إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم بشتى أنواع الإيذاء النفسي والمعنوي والجسدي .

كضربهم للنبي عليه أفضل الصلاة والتسليم على رأسه الشريف بصخرة كبيرة أثناء سجوده،ووضعهم روث الحيوانات على ظهره الشريفة.

كما أن زوجة أبي لهب كانت دائمًا تضع الأشواك في طريقه وعند باب بيته.

كما أنهم في احدى المرات ضربوه على رأسه إلى أن فقد وعيه عليه الصلاة والسلام.

فصار أبي بكر ينادي ويصرخ : ويلكم أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله،فتركوا النبي وانهالوا على أبو بكر الصديق بالضرب .

ولا ننسى أيضا اجتماع قريش في دار الندوة ليلة الهجرة لاختيار رجلًا من كل قبيلة ؛

ليجتمعوا في الليل لقتل النبي صلى لله عليه وسلم ؛كي يتفرق دمه بين القبائل ولا يعرف قاتله ،إلا أن الله سبحانه وتعالى نجى نبيه في هذه الليلة .

كانت تلك ليلةً فاصلةً في تاريخ الدعوة الإسلامية حيث هاجر النبي برفقة الصحابي ابو بكر الصديق رضي الله عنه .

من أين الى أين كانت الهجرة النبوية الشريفة:

ترك النبي عليه الصلاة والسلام مكة المكرمة وهاجر الى المدينة المنورة كارهًا ،ولكن هذا الترك لم يأتي مصادفةً أو عشوائيًا .

فالنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى وإنما أوامره وحي من الله تعالى العليم الحكيم.

تحركت غريزة حب الوطن في نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يوم خروجه من مكة.

فوقف يستقبل الكعبة ويقول بصوت امتزج فيه الإيمان بحب الأوطان “ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنت غيرك” ،رواه عبدالله بن عباس وأخرجه الترمذي في صحيحه .

أسباب الهجرة النبوية الشريفة :

1- رفض أهل مكة للإسلام :

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو أهل مكة لتوحيد الله وقول لا إله إلا الله وحده .

لكنَّهم كانوا يرفضون قولها ويُعرضون عنه استكبارًا وجبروتًا على الرغم من علمهم بأنَّ ما يقوله هو الحق.

ثم أصبحوا يَعرضون على الرسول الأموال وأن يجعلوه سيدًا عليهم مُقابل أن يترك هذا الدين والدعوة .

وقد وصل بهم الأمر أن قالوا للرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّ نهاية هذا الأمر إمَّا هلاكهم أو هلاكه.

وأبرز موقف ضد النبي -صلى الله عليه وسلم- موقف عمه أبو لهب والذي كان يمشي بين الناس قائلًا لهم: “لا تسمعوا لمحمد فإنَّه صابئٌ كذاب”.

وهكذا قابل أهل مكة الدين الإسلامي بالرفض، والإعراض، وإيذاء المسلمين.

2- إلحاق الأذى بالرسول ومحاولة قتله :

قاموا بعدة محاولات لقتل النبي -صلى الله عليه وسلم- ؛ فقد حاول المشركون بكل جهدهم أن يقتلوا النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- ويتخلَّصوا منه.

ومنها محاولة عقبة بن أبي معيط خنق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بردائه وهو يُصلّي، حتى تداركه أبو بكر -رضي الله عنه- وخلَّصه منه.

3- تعذيب المسلمين والتنكيل بهم :

هناك الكثير والكثير من القصص الشهيرة التي نعرفها عن تعذيب قريش للمسلمين : كقصة بلال من رباح وقصة آل ياسر .

لقد تعرَّض المسلمون في مكة المكرمة لشتى أصناف العذاب من قِبل المشركين.

وحتى من كان زعيمًا في قومه وكانت لديه العزة والمنعة في قومه لم يسلم من التعذيب ومحاولات القتل المستمرة .

وبكل الأحول فقد تعرَّضوا جميعهم للأذى، والتعذيب، والتنكيل؛

أبو بكر -رضي الله عنه- على سبيل المثال ضربوه في المسجد الحرام بالنِّعال حتى سالت دماؤه ولم تُعرف ملامحه، ونقلوه إلى بيته وهو فاقد لوعيه.

كما تعرَّض عثمان بن عفان -رضي الله عنه- للتعذيب من عمه؛ إذ كان يلفُّ حصيرًا من أوراق النخيل حوله ثم يشعل النار من تحته.

وهذا مصعب بن عمير حرم من المأكل والمشرب من قبل والدته وقامت بإخراجه من بيتها حتى يعود عن إسلامه.

والضعاف الذين ليس لديهم نصرة من العبيد والإماء كانوا يُلبسونهم دروعًا من الحديد ويجلسونهم تحت أشعة الشمس الحارقة.

ومع ذلك لم يترك أحدهم الإسلام بل ظلوا ثابتين على عقيدتهم، إلى أن أغدق عليهم الله -سبحانه وتعالى- بالفرج والنصر العظيم على أعدائهم وإعلاء شأنهم بين الناس.

4- وجود من يشجع النبي ويشد على يده للإنتقال بالدعوة إلى المدينة المنورة :

رغبة أهل المدينة في قبول دعوة رسول الله، وكان بداية ذلك في بيعة العقبة الأولى.

ذلك عندما قامت جماعة من الأنصار والخزرج بمبايعة رسول الله، والإيمان بما جاء به، ثمّ انطلقوا يدعون إلى الإسلام في المدينة المنورة .

حتى انتشرت الدعوة، وآمن الكثير من الناس، وقد أرسل رسول الله معهم في السنة التالية مصعب بن عمير وابن أمّ مكتوم.

ليعلّمان القرآن الكريم، والأحكام والتعاليم الإسلامية، ويقومان أيضاً بدعوة الذين لم يُسلموا.

5- الحاجة لبناء دولةٍ إسلاميّةٍ :

أحسّ رسول الله بعظم الأمر الذي عليه تحقيقه ونشره، ورأى أنّ الدعوة للإسلام يجب أن تبلّغ في مأمنٍ، ومن خلال قواعدٍ، ونظامٍ يحمي انتشارها.

الدروس والعبر اللتي تستفاد من الهجرة النبوية الشريفة :

1- الصبر واليقين بالله سر الوصول للأهداف.

2- الثبات وتحمّل الصعاب من أساسيات الوصول للهدف.

3- حسن أداء الدور يؤدي إلى نجاح المهمة.

4- اختيار الصديق الصدوق من سداد الرأي.

5- حسن التخطيط من خصال المؤمن القوي.

6- وجوب التوكل على الله واليقين بأقداره.

7- دور المرأة الصالحة تساهم في نشر الدعوة.

بواسطة shelasttrend

اكتب مقالات تهتم بتفاصيل وحياة المرأة والمجتمع والأطفال .. كما ويعرض هذا الموقع منتجات من متاجر ومواقع عالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *